الأربعاء، أكتوبر 16

خطوات تائهة#


خطوات تائهة#

 وكلمات من محيط قلبي.



لقد عدتُ الليلة إلى المنزل خالياً منّي.
لم أستطع أن أتذكر في أي مكان فقدتني فيه.
فتّشتُ جيوبي، ذاكرتي، كتابي الذي كان بيدي، لم أجدني،
شعرتُ بذلك الهلع الذي يحدث حين يضيع المرء نفسَه.
عدتُ مسرعاً من حيث أتيتُ،
مررتُ في الطريق ذاته،
بجانب السيارة التي كسرتُ مرآتها الجانبية، وهربتُ في طريقي إلى المنزل.
دخلتُ المقهى لأفتش تحت الطاولة التي كنتُ جالساً أمامها.
أخبرتُ النادل عن إذا ما رأى شبحاً نحيل الجسم، تظهر عيناهُ، وكأنهما فتاتان خجولتان تارة، وتارة كأنّ أحداً قام بلكمهما حتى يبقين مختبئتين بالداخل!
لم يقل حرفاً واحداً، تركته وخرجت، والجمود على وجهه
ظللتُ أُفكّر في الأماكن التي قد أجدني فيها،
وحدها تلك المرأة التي تمتلكني، بإمكانها سرقتي بالكامل من أي مكانٍ أكون فيه.
ركضتُ كالمجنون نحو منزلها،
داهمتُ غرفتها خلال دقائق قليلة.
دخلتُ أفتش في دولابها
وسط جميع ملابسها، حتى تلك التي لاتظهرها للعيان.
بين أساورها وألبوم صورها وفي سلسالها الذهبي
ذهبتُ باتجاهِ سريرها، رميتُ شراشفها جانباً، وهي تقف بجانبي في ذهول،
أمسكتُها بكتفيها، تفحّصتُ وجهها،
فتشتُ جيوب بنطالها،
وسط عينيها،
هززتها،
ثم توّقفت وأنا أشير إلى وجهي، و أتطاول بالنظر ناحية صدرها، وقلت:
أرأيتِ أحداً هُنا يحمل هذا الوجه ؟
                               
  {{فضلا ادعمنا# وشارك القصة}}                             

                                                    مسيرة رجل#