الجمعة، أكتوبر 18

الغراب المتهم# الجزء5#

الغراب المتهم#الجزء5#



لما انسدت الأمال علي بن ورقة والايام تمر .. والماء ينفد والزاد قد نفد بالفعل ..لم يستسلم .. ولم يترك الدعاء وفي صباح اليوم الخامس .. سمع حركة خارج الغار .. وضجيج ونقاش حاد .. فاقترب من الصخرة ونظر من فتحة كانت بين الصخرة وشفير الغار .. فرأى هيئة الرجال الذين اعتقلوه ولكن معهم شيخ كبير يلبس لباسا وقورا ..

ويكتسي وجههة بالوضاء والنور .. وهو غاضب .. يقول اسرعوا وازيحوا هذه الصخرة .. فوالله لو مات هذا الرجل لاقتلنكم واحدا واحدا .. 

فانفرجت الصخرة ورأهم يزحزحونها من مكانها كانها قطعة خشب خفيفة لم يبذلوا كثير جهد في ازاحتها .. فخرج بن ورقة وكان الوقت صباحا بعد الشروق بقليل .. 

فاخذ بفرسه وخرج .. فقال له هذا الشيخ الذي يظهر انه زعيم قبيله 

ماذا حدث؟ لماذا حبسك هولاء السفهاء هنا؟

قال له والله يا عماه لا ادري ذنبي .. 

قال له ماذا قلت؟ ياعماه؟ 

قال له نعم انت في مقام عمي .. ولابد لي ان اخاطبك بالاجلال والاحترام ..

قال له يابني .. والله هولاء ابنائي وابناء اخي .. لم يتكلم منهم احد في يوم مثل كلامك المحترم .. من علمك ومن رباك؟؟ .. هيا هيا .. تذهب معنا الى ديارنا .. فنكرمك ونقتص لك بحقك منهم ..



قال له ياعماه ان امامي سفرا طويلا .. وايامي قد انقضت في هذا الحبس .. فاخشي ان يحسب الذين ارسلوني اني ميت ..

فقال له لا .. والله لن اتركك تذهب بحالتك هذه .. فانت متعب كمريض ولاتقوى على السفر .. هيا .. فاخدوه واركبوه على الفرس المنهك ايضا..

وذهبوا به الى مكان ليس ببعيد .. 

ووقف الشيخ عل تلة ثم صاح .. بكلمة غريبة .. فتطايرت الرمال كان اعصارا هب عليها .. وفتحت ابواب عظيمة .. تؤدي ال ابار تحت الارض .. 

فدخوا فيها وادخلو معهم ابن ورقة.. وهو يكاد ان يطيش من الدهشة والخوف .. ولكنه كان مطمئنا لذلك العجوز ..

ولما تمكنوا داخل الارض.. راي مدينة كاملة مبنية تحت الارض وفيها مافيها من العجائب والغرائب .. 

فدخل في مكان في وسط المدينة وقصر منيف .. يكاد يأخد الابصار من بياضه .. 

ودخل ووضعوا له طعاما في هذا القصر .. وفتيات يخدمن ويوزعن الطعام .. ويخدمن الضيوف كانهن الدراري ..



والذي يظهر ان هذا الشيخ الكبير مالك هذا القصر .. ويتصرف كانه ملك .. 

فلما اكل ابن ورقة من الطعام الذي لاول مرة يراه.. ويتذوق طعمه الشهي .. قال له الشيخ انا ملك الجن في فزام .. وهولاء هم خدام الممكلة في هذه القبيلة .. نحن مسلمون لانعتدي على احد .. ولكن هولاء السفهاء حادو عن الطريق.. فاصبح همهم شرب الخمر ومعاقرة النساء والغناء في الاودية والصحاري .. والله يابني لم اكن اعلم بحبسك حتى اختلف هذان الاخوان .. فوشى احدهما بالاخر .. وهذه اول وشاية يكون فيها الخير .. ونجاة مسلم من الموت .. والله لقد غضبت من تصرفهم معك غضبا شديدا .. وهأنذا اعتذر اليك عمافعلوا .. 

قال له لاعليك ياعماه .. هذه اقدار الله علينا.. ونحن في دمة الله وبحكمه وقضائه .. 

قال له خذ راحتك هنا في قصري .. وان شئت فتنزه في ارجاء المملكة ..فلن يمسك احد من الجن فانت في عهدي .. حتى اتيك المساء .. فان لي مجلسا" في القضاء قد يطول .. واذا اتاك رسول مني يستدعيك فاتني معه..

اضطجع ابن ورقة عل فراش وثير .. لم ير مثله في حياته .. وهو ينظر الى سقف القصر ونقوشه العجيبة .. وينظر ال تلك الجوارى التي ملاهن الخالق رونقا وجمالا .. ونضافة وزينه .. شي لم تره عيناه من قبل .. 

ولكن كان مرهق وعيونه من النعاس كأن فيهن الحصى والرمال ..

فاغمض عينيه وسرقته عيناه فنام .. 

نام حتى صلاة الظهر فسمع أذان من اجمل الاصوات الذي سمعها في حياته .. فقام وتوضأ وصلى . فجأءه أحد الفرسان وقال له ان الملك يدعوك الى مجلس القضاء .. فجاء ابن ورقة وجلس امام الملك ..وكانت الحاشية في مجلس دائري وكان الوزاء يلبسون ملابس زاهية .. ويتمتعون بصور جميلة ..

قال له الملك هل قلت اسمك سعد بن ورقة ؟ 

قال له نعم .. قال له هل انت مقيم مع يوسف التيمي ؟ قال نعم ..

قال له من الذي ارسلك؟ قال ارسلني عمي يوسف الى قبيلة كذا من اجل كذا وكذا ..

قال له ابشر سنعاونك في ذلك .. 

ولكن الان نحن بصدد الظلم الذي تعرضت له.. فقد اقر ابنائي وابناء اخي انهم مذنبون بحقك .. وانا حكمت عليهم بالسجن خمسة اشهر والتجويع خمسة ايام كمافعلوا بك .. 

قال له يامولاي ان كان حكمك سبق فليس لدي ما اقوله .. وان كان يحق لي التدخل في الحكم فلتاذن لي جلالتك ..

قال له الملك الحكم حكمك ..والمظلوم انت ..فقل حكمك ..والله سوف اطبقه عليهم ولو حكمت عليهم بالقتل ..


قال يامولاي هم لم يحبسوني خمسة اشهر .. وانما خمسة ايام .. وفي الخمسة ايام لم اجع ولم اعطش ..فكان زادي ومائي معي .. 

فان الحكم الصائب والعادل ..ان يحبسوا خمسة ايام ولا يجوعوا ابدا .. هذا هو العدل ..

وان اردت مني الفضل.. فاني اعفو عنهم اكرامك لك يامولاي .. 

قال له يابني انت صغير في السن .. 

ولكن عقلك يزن عقول الملوك 

فوالله لقد حكمت بالعدل .. وتفضلت بالفضل .. فم

يتبع#
         مسيرة رجل #