#جبل_الجن1
#الجزء_الاول
يروى أنه كان هناك جبل في أحد مناطق السعودية ترجع شهرته إلى ما انتشر حوله من أساطير الجان، وأن من يبيت فيه ليلةً واحدةً إما أن يصبح مجنونًا، وإما أن يصبح شاعرًا.
وفي يوم من الأيام كانت هناك مجموعة من الأصدقاء المارين بالمكان ضمن جولاتهم اليومية بغرض النزهة والسفر، وبينما هم بالقرب من منطقة الجبل إذ قال ناصر مازحًا:
أفيكم شجاع يصعد معي جبل الجان؟
خيم الصمت على وجوه الأصدقاء، وفجأةً انفجر سالم ضاحكًا وهو يقول:
انظروا من يتكلم، يا صديقي أنت مجرد كلام فارغ.
فغضب ناصر وصاح: أنا مجرد كلام؟ حسنًا، أتحداك أمام الأصدقاء أن نصعد معًا الجبل مشيًا على الأقدام.
عند ذلك قال سالم وقد بدت ملامح القلق عليه: لا والله ما أحب تحديات الأطفال هذه.
عند ذلك تقدم محمد صديقهم من مدينة أخرى، وقال: يا ناصر أنا أصعد معك.
فقال ناصر: انظر يا سالم تعلم الرجولة.
كل ذلك وعادل منصت إليهم وقد سيطر عليه إحساس بالقلق والخوف.
ولما توجه محمد وناصر إلى سيارة محمد لتقربهم من الجبل، قال سالم في تهكم:
انتبهوا على أنفسكم يا شجعان.
وقال عادل في خوف:
يا سالم هناك جن حقًا في هذا الجبل؟
قال سالم:
والله هذا أمر لا يخفى على أحد من أهل المدينة، فقد كانوا يشاهدون النار تشتعل في الجبل فجأةً دون سبب.
وفي الطريق إلى الجبل تسلل الخوف إلى ناصر فظل صامتًا وهو يقود السيارة حتى قطع عليه محمد صمته قائلًا:
ناصر أين هذا الجبل.
قال ناصر: بقي القليل فقط، ثم أكمل في لهجة قلقة: إذا أردت الرجوع فقل لي، لا تشعر بأنك مجبر على شيء.
عند ذلك ضحك محمد قائلًا:
أين أنت من كلامك منذ قليل؟
رد ناصر في خوف:لا يا أخي أنا فقط أخاف عليك.
ثم أراد ناصر أن يشجع نفسه، فالتفت لمحمد متبسمًا:
رأيت كيف كان سالم خائفًا؟
أجاب محمد:
من حقه أن يخاف لا يستطيع أحد أن يتحدى الجن.
أصابت الصدمة ناصر، ورد مدافعًا:
لكني لم أتحداهم، بل تحديت ناصر.
قاطعه محمد:
لا يهم ذلك، الآن ستصعد الجبل أم نعود أدراجنا؟!
قال ناصر في تبرم يشوبه الخوف:
حسنًا حسنًا، بقي لنا نصف ساعة ونصل.
كان الطريق الذي يسير فيه الصديقان مظلمًا خاليًا من أي مظهر من مظاهر الحياة كأنه باقٍ على خلقته الأولى من غابر الزمان.
فجأةً لمح ناصر جسمًا طويلًا لونه أبيض يمر من أمام السيارة، فضغط على المكابح بقوة، فنظر إليه محمد في دهشة وقلق قائلًا:
ماذا هناك؟!
أجاب ناصر:
والله العظيم لقد رأيت شيئًا يمر من أمام السيارة.
رد محمد ضاحكًا:
بدأت تتخيل من الآن؟!
قال ناصر:
لا والله ما أتخيل!
فقال محمد:
توكل على الله، وأكمل طريقك.
قال ناصر في تعجب:
يبدو أنني أتخيل! توكلنا على الله.
❥يتبع❥
مسيرة رجل#
{{totoaa59.blogspot.com}}