الاثنين، أكتوبر 21

تابع الغراب المتهم#8


تابع الغراب المتهم#8                  {2}


ا ..

قال يابني# ..ان كان يوسف يريد ان يرانا سوف نريه .. 

وسوف نبرئك باذن الله تعالى .. سوف يذهب معك ابنائي .. زياد وكعب الاكبر ..
وسوف اعطيك شربة تسقيها يوسف .. ليرى مثلك مايحصل لابنته وسوف يبرءك ويزوج اياها ..
قال له يامولاي .. انا لا استطيع ان اذهب الى ديار يوسف مرة اخرى .. فان كرامتي لاتسمح لي ان أطا ارضه او اتزوج بنته .. ولكني اثق فيك لتبرء ساحتي بما ترى ..

قال له الى اين ستذهب ياسعد ابن ورقة؟ .. قال سأذهب الى دياري .. فقد اشد شوقي الى امي وابي واخوتي .. واني جئت اليك ليس لاني اريد بنته للزواج ..

ولكن اريد ان استرجع سمعتي في قلب من رباني واحسن الي .. فان استطعت يامولاي ان تفعل شيئا .. فافعل .. فانت صديقي والصديق عند الضيق ..
قال له لا عليك يا صديقي .. اذهب الى اهلك واهنا بمعيتهم .. فوالله لا ازال بهم حتي اكشف لهم الحقيقة ..اما هذا الملعون المعتدي على الفتاة .. فعقابه عندي عسير ..


بات سعد بن ورقة مع الملك عبدالجليل# في قصر الضيافة .. وفي الصباح اهداه الملك عصا تشبه الصولجان .. وكانت من الذهب الخالص .. وفرح سعد بالهدية فرحا عظيما .. وقال له الملك ان هذه العصا بها من الاسرار مايدهشك .. ولكن اذا عصيت الله فقدتها .. فاذا فقدتها فاكثر من الاستغفار.. ربما تعود اليك وربما لا ..
شكره وسافر الى اهله ..
ترك حبه وراء ظهره .. ولكن الحب في قلبه يدب كالمرض العضال .. لايستطيع ان ينسى تلك الفاتاة التي ادهشه جمالها .. وبالرغم من انها رمته بتهمة .. يندى لها الجبين
الا انه يعذرها في ذلك فهو يعلم انها معذورة ..
وطول الطريق مشغول فكره بها .. ويملأه الهم بالتهمة التي الزقت به .. ويحدوه الشوق الى اهله ..فقال....
يارب كن لي في المهالك منقذا ..
انت المجيب وانت رب المهتدي ..
انصفي ياربي وبرء ساحتي..
فلقد وصفت صبيحة" بالمفسد ..
تلك التي ارويتها بمحبتي ..
هدمت جداري واستحثت مرقدي..
فالله يشفيها ويسعد اهلها ..
فهي البريئة وهي نفس المعتدي..
..
لما وصل سعد بن ورقة.. الى داره في بني عجلان .. وهذه خمس سنوات .. وهو غائب عن الديار .. فاول ماقابل احد اخوته.. يقال له مرثد .. فعرفه .. وقال له يامرثد .. السلام عليكم ..
وقف مرثد وهو ينظر طويلا الى هذا الفتى .. الممتلئ بالشباب والقوة .. ووجهة يشع بالنور .. وفي نظرته نظرات الرجال ..
ويظهر عليه الصغر في العمر .. قال له عليكم السلام .. من انت؟
قال له انا اخوك سعد ..
فاندهش مرثد وسلم عليه بالأحضان
وقد بكى مرثد من الشوق ..
وذهبا الى الدار وكان مشهدا عظيما.. فيه كثير من البكاء والاشواق ..
فان اهل اليمن قوم يغلب عليهم طبع الرحمة والحنو (الحنان)
قلوبهم رقيقة .. وافئدتهم كافئدة الطير..
مع ماعندهم من الباس والقوة.. والشجاعة في الحروب ..
اما ابوه فكان يسلم عليه سلاما طويلا.. ثم يبعد قليلا وينظر اليه من اعلى الى اسفل .. ثم يسلم عليه مرة اخرى ..
واما الام فكانت تنظر الى ابنها.. وتذرف دموع الفرح ..
على كل كان يوم وصول سعد الى داره يوما مشهودا .. لايشبه الايام واقيمت له مأدبة (عزومة) .. جمع فيها ورقة اكابر القوم واعيان البلد
فجاءوا واستمعو لسعد .. الذي قرا عليهم القران من حفظه واسمعهم من علمه ومواعظه ..
فقال له احد الاعيان اسمه يزيد الصنعاني .. كنت قد سمعت انك ذهب لتعلم الفروسية.. فان بلادنا لاتحتاج الى كثير من الفقهاء
قال له ورقة نعم لقد تعلم ابني الفروسية .. ولو لم يكمل تعليمه فيها.. لما ارسله الينا يوسف التيمي ..
قال يزيد ان كان حقا ماتقول.. فاننا نطلب مبارزة بالسيوف بين ابنك وبين ضرار بن قويم .. وكان ضرار من امهر الناس بالسيف ..
فلا يكاد المبارز ان ياخد معه ثلاث انفاس ..
فقال ورقة لسعد ماتقول ياسعد؟
قال انا على استعداد يا ابي .. متى تكون المبارزة ؟..
قال يزيد الصنعاني اليوم .. والان.. في هذا المجمع الكبير .. وكان يزيد من اصحاب الحقد الدفين على ورقة.. يحسده في امواله وتجارته.. ويريد ان يذله بهزيمة ابنه امام القوم ..
والمعلوم ان سعد عمره 17 عاما .. وان ضرار بن قويم في الثلاثين ..فوافق ضرار .. واحضر سيفه.. واجتمع القوم في حلقة ..
يتبع....         الجز9

                                   مسيرة رجل#