الأربعاء، أكتوبر 23

جبل الجن2#



عنوان_القصه# 

#جبل_الجن
#الجزء_الثاني


عند وصول الصديقين رأى محمد الجبل لأول مرة وكان شكله يبعث على الرعب من الظلام، والأشجار الكثيفة، والصخور الكبيرة، فابتلع ريقه قائلًا في خوف:

ماذا نفعل الآن؟

أجاب ناصر:

كل ما علينا فعله هو أن نقوم باستكشاف ذلك الجبل الذي يخاف الناس منه ثم نرجع.

قال محمد:

حسنًا، معك كشاف؟

ناصر:

نعم.

عندما استعدا للصعود تمنى ناصر أنه لم يقحم نفسه في هذا الأمر المخيف، ولكن لا مفر الآن، وبينما هما يصعدان شاهدا قطع ملابس ملقاة في الطريق، وبعد مضي بعض الوقت وجدا أنهما صعدا ربع الجبل فقط وقد انقطعت أنفاسهما.

ثم حدث لهما أمر مخيف، فبينما هما يصعدان إذ سمعا صوت أطفال يلعبون وقد تعالت ضحكاتهم، فلما استدارا تجاه الصوت، إذ سمعا من خلفهما صوت أطفال يبكون.

عند ذلك انفجر ناصر بالبكاء من الخوف، وأحس محمد برعشة تسري في أوصاله، فقال لناصر:

هيا نرجع.

ناصر:

والله لقد نسيت طريق السيارة.

محمد:

يا أحمق، لماذا كنت تحمل الكشاف إذًا؟ ليس هناك ضوء ولا آثار تقودنا للسيارة، وأخذ يبكي.

وبينما هما في حيرتهم سمع صوت امرأة تناديهم من بعيد، وتقول:

ساعدوني.

قررا عند ذلك أن يتجهانحو الصوت، وأخذ ناصر يلعن شجاعته التي أوصلته إلى هذه الحال، ولكنه قال مشجعًا نفسه:

يا محمد حتى لو كانت جنية فقد تساعدنا في الخروج من هنا أليس كذلك؟

قال محمد:

يا أخي والله العظيم إني خائف.

أمسك كل واحد منهما بيد صاحبه واتجها نحو مصدر الصوت، ولما وصلا وجدا قطعةً من قماش تحترق فوق أحد الأغصان، وبينما هما ينظران إذ أحس ناصر بيد توضع على كتفه فالتفت إلى الخلف منتفضًا فوجد طفلًا صغيرًا يبتسم قائلًا:

أمي تقول لكم أنكم أيقظتم أخي الصغير من النوم.

عندئذ أغمي على ناصر، فحاول محمد أن يساعده ليستفيق لكن دون جدوى، وبينما محمد يبكي بجوار ناصر إذ أصابه حجر صغير، فالتفت مرتعبًا فإذا امرأة واقفة مع الطفل الصغير الذي رآه، فقالت له:

لا تحاول عبثًا، لقد سكن ولدي الصغير في جسد صديقك فلا تحاول، ثم صرخت صرخةً قويةً جدًا، فانفجر محمد باكيًا، ثم رأى المرأة تنحني وتبتلع ابنها الصغير، ثم التفتت إلى محمد قائلةً:

الآن أنت أصبحت ابني.

رد محمد مرتجفًا في خوف:

أنا إنسان!

فاقتربت منه ثم أمسكت عنقه وهي تقول:

أعلم أنك إنسان لكنك قتلت ابني وأنت تصعد إلى الجبل، وهذا جزاؤك.

عند ذلك أغشي على محمد.

بعد يومين ذهب عادل وسالم إلى بيت ناصر فوجدا أن الشرطة هناك، أن ناصر مفقود ولا يدري أحد أين مكانه، عند ذلك أخبر والديه والشرطة بما حدث معهما عند جبل الجن.

انطلقوا مع الشرطة للبحث عن الصديقين، فلم يجدوا سوى السيارة وجوال ناصر ملقىً على الأرض، وظلوا طوال الأسبوع يبحثون عنهما، لكن بلا أثر.

وفي يوم من أيام البحث، بعد أن نام سالم إذ سمع في منامه من يقول:

أبلغ أهل محمد وناصر أن يقيموا العزاء من اليوم لأن حياتهم انتهت.

 أفاق سالم فزعًا فصلى ركعتين وأخذ يتلو القرآن، وفي الصباح ذهب إلى أهل محمد وناصر، فأقاموا العزاء ثلاثة أيام.

❥يتبع❥

                        مسيرة رجل#

 totoaa59.blogspot. com