الأحد، أكتوبر 27

جبل الجن((7))


#جبل
،الجن((7))


وصلت رسالة لمركز الشرطة بنقل محمد إلى مستشفى الأمراض العقلية، فندم الملازم على إرساله معلومات عن محمد للجهات التي أرسل إليها من قبل، وصلت رسالة أخرى للملازم من جهات عليا تتهمه بالتقصير في حالة محمد حتى وصلت الحال إلى ما وصلت إليه، حاول الملازم تبرير موقفه لكن دون جدوى، وأحس أن الدنيا اسودت في وجهه، فخرج في الهواء الطلق يتأمل ضوء ا لقمر في جنح الظلام.

بينما الملازم جالس فوق سيارته ينظر إلى السماء سمع أصواتًا من مدرسة# مجاورة، تذكر أن هذه المدرسة مهجورة، فقرر الذهاب واستطلاع الأمر بنفسه.


اقترب الملازم من المدرسة، فشاهد يدًا سوداء تلوح له من أحد النوافذ، فأخذ ينظر في دهشة وخوف، فسمع صوت امرأة تقول له:

لقد فشلت في إنقاذ محمد، وأخذ تضحك بشدة، عاد الملازم إلى المركز وأخذ ثلاثة جنود معه بصعوبة بالغة إلى المركز، دخل الجنود الخائفين إلى المركز، فلم يلاحظوا شيئًا هامًا، فهموا بالعودة، وبينما هم على باب المدرسة سمعوا صوت بكاء من أحد الفصول في الدور الثاني، فعادوا بسرعة لاستطلاع الأمر، وكم كانت صدمتهم كبيرةً حين وجدوا محمدًا جالسًا في الفصل، وهو يضحك في هدوء:

أيها الأغبياء لقد هربت من الحبس، عند ذلك أغمي على أحد الجنود، فحمله أصدقاؤه، وأخذوا يركضون ليخرجوا من هذه المدرسة اللعينة، وعندما وصلوا إلى الباب رأوا رجلًا ضخمًا أسود اللون يحمل سلاسل ضخمة، وبجواره امرأة عجوز شديدة بياض الشعر تضحك بشكل هيستيري، سارع الجنديان بإطلاق النار عليهما لكن هيهات، عند ذلك قرر أحدهما إنهاء حياته كحل يائس لهذا الموقف التعيس، في هذا الوقت كان الملازم يجري في الخارج كالمجنون وهو يطلب الدعم من كل قوات الشرطة.

لم يجد الجندي الباقي حلًا سوى أن يقفز من أحد نوافذ الفصول، فسقط على الأرض وهو في حالة حرجة، عند ذلك حضرت قوات الشرطة، وقامت بتأمين المكان، وإسعاف الجندي، وعندما ذهبوا للبحث عن الجندي وجوده جثةً هامدة، وقد قطع لسانه وأذنه اليمنى، واختفت بعض أعضائه، ووجدوا الجندي الآخر الذي انتحر والدماء تغطيه، فساد الصمت وعمت رائحة الموت المكان


حضرت المباحث الجنائية والطب الشرعي، وأخذت تدرس تفاصيل ما حدث، هنا تعجب خبير البصمات من عدم وجود أي بصمات في المكان غير بصمات الجنود، وأكدوا أن الجندي الأول مات مخنوقًا وأن الثاني قد انتحر فعلًا، وطلبوا من الجندي الثالث أن يقص عليهم ما حدث بالتفصيل، فأخبرهم منذ أن استدعاهم الملازم لدخول المكان حتى قفزه من النافذة.

قامت السلطات بعد ذلك تعيين عميد في المباحث للنظر في هذه القضية الغريبة، فقام بالتحقيق مع الملازم ووجه له تهمة التحفظ على محمد داخل المركز، وعدم الإسراع في إجراءات النقل، واتهمه كذلك بالإهمال بعد موت الجنود تباعًا، وأكد له أن الأمور لا تحل بهذا الشكل الهمجي، وقال:

إذا كان الأمر صحيحًا، وأن محمدًا مسكون بالجن، قلا يمكن حل الأمر بإزهاق الأرواح وحمل السلاح وأخبره أنه سيعمل على فصله من عمله، وأمر بأخذه إلى مقر الحجز.

أكمل العميد التحقيق مع الجندي المصاب، والذي بدوره أكد أنه شاهد محمدًا في المدرسة، استدعى العميد محمدًا، وسأله:

أين كنت في فجر هذا اليوم؟

أكد محمد قالًا بأنه ليس هو الذي كان في المدرسة وأن ما شاهدوه في المدرسة إنما هو جني تمثل بصورته، عند ذلك ضحك المقدم بشدة، وقال:

أتمنى لك الشفاء العاجل، يبدو أنك قد أصبت ذلك الملازم الغبي بالعدوى، وأمر الجنود أن يعودوا به إلى الحبس الانفرادي، وأمرهم بتقييده وتعليقه من رجليه، فأخذ محمد يبكي.

وفي اليوم التالي أخذوه إلى الأحوال المدنية لاستخراج إثبات شخصية لنقله للمشفى العقلي، طلب محمد من العميد أن يودع الملازم قبل الذهاب، فوافق على طلبه، فدخل عليه وجلس بجواره وودعه قائلًا:

أقسم بالله أنه لا يوجد من يساعدني في هذه الدنيا سوى الله ثم أنت، وربما أحتاجك في وقت لاحق فهل تعدني بالوقوف بجانبي؟

فوعده الملازم وسلم عليه. نظر محمد إلى المركز قبل خروجه نظرة حزن على ما مر به المركز من أحداث عصيبة كان هو السبب فيها بشكل أو بآخر

مسيرة رجل#
           totoaa59.blogspot.com