الأربعاء، نوفمبر 13

#قصة جلاد باريس تشالز هنري سانسون


#قصة

 #جلاد باريس

منذ أن كان السيف هو وسيلة الإعدام الوحيدة في فرنسا وحتى ظهور المقصلة ، قام تشارلز هنري سانسون بقتل حوالي ثلاثة آلاف شخص لتنفيذ مهام وظيفته الدامية

في يوم الخامس من يناير عام 1757م  وبينما كان ملك فرنسا لويس الخامس عشر يغادر قصر فرساي ويسير باتجاه عربته ، جاء رجل واجتاز الحراس ودفع الملك من الخلف وقام بغرز سكين رفيعة في صدره  فتم إلقاء القبض على هذا الرجل وحمل الملك إلى داخل القصر وكشف عليه الأطباء ووجدوا أنه مصاب بمجرد جرح سطحي في الصدر  ولم يكن الملك يشع بالقلق من الجرح ولكنه أحس بالذعر من كون شخص حاول اغتياله وأن هذا الأمر يمكن أن يتكرر


وقد صدرت أوامر الملك روبرت فرانسوا داميينس الذي حاول قتل الملك والذي كان متعصب دينيًا وغير مستقر عقليًا ، وفي يوم 28 مارس اقتيد روبرت إلى مكان يدعى دي غريف في قلب باريس أمام حشد هائل من الناس ووسط هتافات كراهية قاسية  وتم تعذيبه بطريقة وحشية ففي البداية تم تقطيع أجزاء من جسده بكماشة حديدية ساخنة

ثم تم صهر السكين التي طعن الملك بها مع الكبريت ، وتم صب المصهور الساخن فوق يده ثم قام الجلاد بربط أطرافه الأربعة بالسلاسل وربط كل طرف في حصان ، وتم اقتياد كل حصان في اتجاه مختلف  وفي النهاية قام الجلاد بقطع أطرافه الأربعة  ثم أشعل النار في جذعه الذي كان مازال ينبض بالحياة حتى تحول إلى رماد


كان هذا المشهد الوحشي من الشاهد المحببة لسكان باريس  أما بالنسبة للجلاد  تشارلز هنري سانسون الذي نفذ تلك الإجراءات وهو يبلغ من العمر 17 عامًا فقد كان كل ذلك مجرد يوم عمل أخر ، ففي الوقت الذي ولد فيه تشارلز هنري سانسون في 15 فبراير 1739م كانت عائلة سانسون هي الجلاد الملكي في فرنسا والتي استمرت في شغل تلك الوظيفة على مدار ثلاثة أجيال  لذلك فإن روبرت هنري قد ورث تلك الوظيفة عن أسلافه في عام 1754 بعد أن أصيب والده باتيست سانسون بمرض غامض فجأة وجعله يصاب بالشلل لبقية حياته

 أما الشاب تشارلز فقد تسلم مهام وظيفته الوحشية على الفور وبدأ بتنفيذها ببراعة فعلى مدار قرون كان الإعدام يتم بطريقة خاصة داخل فرنسا فالنبلاء كان يتم قطع رؤؤسهم بالسيف لأنه أكثر نظافة وفاعلية من السيف  أما عامة الشعب فكان يتم شنقهم وهي عملية دقيقة حيث كان من الواجب اختيار حبل بمقاييس صحيحة حتى يقوم بكسر الرقبة البشرية

أما قطاع الطرق فقد كان يتم أطرافهم الأربعة على طاولة  ويتم تكسيرها بمطرقة ثقيلة ثم يقتلون بضربة في الصدر  وكما يقول تشارلز هنري فإن الجلاد الجيد هو الذي يكون ضليع في كل الجوانب التقنية الخاصة بطرق الإعدام المختلفة ، وكان على تشارلز عند كل عملية إعدام أن يخرج على الناس وهو يرتدي وشاحه الأحمر حتى يتم تمييزه عن باقي الحشد  وبعد الإعدام تتقدم الجماهير للمس يده لأنهم كانوا يعتقدون أن الدماء في يديه لها قوة شافيه وكلما كانت الدماء مازالت حديثة كلما كان أفضل

وعلى الرغم من ذلك فإنه في الأحوال العادية كان الناس يخافون من الجلاد ولكنهم لا يحترمونه وكان من الشائع أن يبصقوا إذا رأوه يمر في الشارع وكان عادة ما يقوم الناس في السوق بإعطائه ما يريد من بضائع دون مقابل ولكن لا يسمحون له بلمس بضاعتهم بيديه لأنهم يشمئزون منها  وهكذا كان الواقع الذي ولد وعاش فيه تشارلز هنري سانسون

ولكن واقع تشارلز قد تغير تمامًا بعد اقتحام سجن الباستيل وبداية الثورة الفرنسية وبدأت أول علامات هذا التغير تظهر في عام 1788م عندما تم استدعاء تشارلز لإعدام جان لوسشارت بعد إدانته بقتل والده بالمطرقة أثناء شجار وقع بينهما وكان موقع الإعدام بالقرب من قصر فرساي وقبل أن ينفذ تشارلز الحكم اقتحمت الجماهير الغاضبة منصة الإعدام وقامت بتحرير المتهم  وأحرقوا المنصة وعلى الرغم من أن تشارلز قد نجا من غضب الحشود هذه المرة إلا أن النظام الفرنسي بأكمله لم ينجو وتمت الإطاحة بالملك في عام 1789م

بعد إزاحة الملك تم منع كل الامتيازات التي كانت تمنح لجلاده ، واقترحت الحكومة الجديدة إيجاد وسيلة أخرى موحدة لإعدام جميع الناس كنوع من المساواة بين الطبقات  وقد اقترح الطبيب جوزيف إيجينياس جيوتن فكرة المقصلة  وكان تشارلز من المؤيدين لتلك الفكرة وقد عمل لعدة أشهر مع الجراح الملكي دكتور أنطون لويس للإشراف على تصميم وآلية عمل المقصلة  وقام بتجريب الآلة عدة مرات على الخنازير والأغنام وجثث بعض الموتى من البشر  وفي النهاية أصبحت المقصلة جاهزة للاستخدام

#مسيرةرجل

             totoaa59.blogspot.com